(الصراع السياسي محتدم بين أقطاب الحزب الحاكم في ألاق (الخلفيات ..والمآل

تحبس مدينة ألاق أنفاسها هذه اللحظات على وقع صراع قوي محتدم بين أقطابها السياسيين حول زعامة الحزبصورة     الحاكم بالمقاطعة.
وقد دخل فرسان الساسة حلبة المصارعة ، وبدأ كل منهم يعد عدته لتأكيد وجوده ، وحجز مقعده في الصفوف الأمامية ، وللظفر بأكبر مساحة في قلوب قادة الحزب المركزيين المولعين بعشق الأقوى .
الخارطة السياسية على مستوى مقاطعة ألاق يختطف الأضواء فيها منذ بعض الوقت مدير الشركة الوطنية للصناعة والمناجم محمد عبد الله ولد أوداعة وتياره الفخم في ظاهره ، وصغير الحجم في أعين منافسيه ، الذين يعيرونه بالافتقار للقاعدة الشعبية ، كما يلمزون تاريخه السياسي بكونه سجل هزائم لا انتصارات.
ويتكون هذا التيار من شقيق مالك خزائن المناجم الموريتانية المصطفى ولد أداعه رئيس قسم الاتحاد بألاق ، والاتحادي محمد ولد جهلول ، والنائبة آمنة بنت مولود …وقد نظم هذا التيار مبادرتين في الآونة الأخيرة تزعم الأولى منهما  ماحي ولد عمر ولد سيدي …وكانت مجموعة “تبيت ” بقيادة ولد محمد اسغير وقود الثانية ، وهندس المبادرتين مدير اسنيم بتمويله للأولى  ووعده بتمويل مضخة مائية في “واد كت ” للمجموعة الثانية …
إلا أن المبادرتين لم تقنعا الأقطاب السياسيين بالمنطقة ورأى فيهما البعض جعجعة بدون طحين …
وكردة فعل على محاولة ولد أداعة الظهور بمظهر القطب السياسي الفاعل في المنطقة  بدأ الحلف السياسي  النائم بزعامة أهل الشيخ القاضي ممثلين في العمدة السابق لبلدية ألاق والمستشار الحالي لوزير التوجيه الإسلامي النهاه ولد محمد عبد الله في الاستيقاظ رويدا رويدا ، وكانت الخطوة الأولى هي إعلانه عن اجتماع سيعطي فيه شارة الانطلاق لبدء أنشطته والرد على “فقاعات ولد أداعة ” حسب تعبير أحد قياديي تيار أهل الشيخ القاضي.
العملاق النائم المسيطر قديما على الساحة السياسية بمقاطعة ألاق  يضم معظم الفاعلين السياسيين بالمنطقة “أسرة أهل عبدي ، وأهل حيبلتي ، وربما مجموعة مستشار الوزير الأول الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ عبد الله …إضافة لتحالفات أخرى في بلدية بوحديدة وبلدية مال.
وقد كلف الحلف محمد ولد اسويدات مدير بالشركة الوطنية للمياه بالتنسيق لهذا الاجتماع وحدد غدا الجمعة 24/ 05/ 2013م موعدا لتنظيمه ، وتقدم بطلب ترخيص لدى الإدارة لإقامة تظاهرة بدار الشباب ، إلا أن الإدارة طلبت منه التنسيق مع ممثلي حزب الاتحاد باعتبار المقر مقرا عموميا يجب أن يكون حصرا على الأنشطة ذات الطابع السياسي الرسمي ، وقد وُوجه سعي خصوم ولد أداعه لتنظيم تظاهرة بدار الشباب بمُعارضة شرسة من اتحادي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وألصق بمنظميه تهمة الطابع القبلي للنشاط ، في حين رأى مراقبون أن رفضه كان بدافع الخوف من  الضربة القوية التي قد توجه لحلفائه وبخاصة ولد أداعة ، والتي قد تكون قاضية بالنسبة له، خاصة أن القطب السياسي المناوئ له يتمتع بقواعد شعبية كبيرة قادر على حشدها متى ما أراد .
تم رفض الترخيص بضغوط من ولد أداعه ــ المثخن بجراحه في ازويرات والمعلق قلبه وأذنه بالحراك بمقاطعته ــ وحلفائه ــ حسب مصادر تقدمي ــ إلا أن ذلك  لم يثبط همة أصحاب المبادرة ، بل قاموا بالتنسيق مع تشكيلة أخرى من أطر مقاطعة ألاق كانت تحضر  لتجمع بالمدينة  في نفس الظرف الزمني وتتكون المجموعة من  باب ولد دومبي إطار في وزارة التنمية الريفية ، وعباس صو مدير بوزارة المالية ، والعمدة المساعد عمر انجاي …فوحَّد الهدف الذي هو الطعن في تصدر ولد أداعة للواجهة السياسية بالمقاطعة بين الجميع ، فاختاروا المكان البديل “دار العمدة المساعد”  ..واحتفظوا بالزمان السابق “مساء الجمعة ” .
مصادر تقدمي أكدت أن حزب الاتحاد على مستوى العاصمة نواكشوط أخذ علما بالصراع القوي بين أقطابه في مقاطعة ألاق ،فحاول إقناع حلف أهل الشيخ القاضي بتأخير موعد تظاهرتهم إلا أنه فشل في ذلك ، ومن المنتظر أن ينظم هذه الليلة اجتماعا لقادته لحسم موقفه من حضور تظاهرة الغد بألاق ، وسط سعي من قبل القيادي بالحزب محمد محمود ولد جعفر  للدفع بالحزب لحضور التظاهرة.
هذا وأكدت مصادر “تقدمي” أن بعض منتخبي المقاطعة وفاعليها السياسيين بدأوا في مغازلة التيار الأخير عن طريق تأكيدهم على نيتهم الحضور لتظاهرته ويتعلق الأمر بكل من النائب الحسين ولد أحمد الهادي ، وشيخ مقاطعة ألاق المختار ولد ببكر ، وسيد أعمر ولد شيخن … ومدير ميناء انواذيبو الشيخ عبد الله ولد احويبيب …وإذا ما صحت هذه التأكيدات فإنها تعني دعم الجنرال ولد مكت لهذا القطب ..ومباركة مركز مالي الإداري لمساعيه …وهي نقاط تسجل للتيارعلى حساب خصمه …
وفي انتظار ما ستسفر عنه ضربات الترجيح بين الفريقين يبقى الحزب الحاكم أمام امتحان كبير يفرض عليه التمييز بين جعجعة وطحين كل فريق مع المحافظة على مسافات واحدة بينهما وهو أمر لا تخفى صعوبته وبالأحرى في الظرف الحالي المتسم بحرارة الطقس وحرارة زئبق السياسة واقتراب الانتخابات.
القسم السياسي بتقدمي

 

 
 

هل لديك تعليق علي الموضوع؟